اشرح البتكوين كما تشرحه لابن خمسة

كتبه نِك كستوديو في 2013/12/12

إذا لم تدرك بعد ما هو البتكوين...

نحن جالسانِ في مقعد في حديقة. إنه يوم رائع.

معي تفّاحة واحدة. أعطيتك إياها.

الآن أنت معك تفاحة واحدة، وأنا معي صفر.

بسيط، صح؟

فلننظر نظرة ممعنة فيما حدث:

تُفّاحتي وُضعت فيزيائيًّا في يدك.

أنت تعلم أن هذا حدث. كُنتُ أنا هناك. وأنت كنت هناك. بل وقد لمستَها.

لم نحتج إلى شخص ثالث يساعدنا على إجراء المعاملة. لم نحتج إلى الذهاب إلى العم تومي (وهو قاضٍ مشهور) ليجلس معنا على المقعد ويؤكد أن التفاحة ذهبت مني إليك.

التفاحة تفاحتك! لا يمكنني أن أعطيك تفاحة أخرى لأنه لم يعد معي تفاح. لا يمكنني التحكم بالتفاحة بعد الآن. لقد خرجت التفاحة من ملكي تمامًا. أنت صاحب السيطرة التامة على التفاحة الآن. يمكنك أن تعطيها لصديقك إن أحببت، ويمكن لصديقك أن يعطيها لصديقه. وهكذا دواليك.

هذه هي المقايضة الشخصية. والأمر لا يختلف، سواء أأعطيتك موزة أو كتابًا أو ربع دولار أو دولارًا...

لكنني سبقت نفسي هنا.

فلنعد إلى التفاح!

افترض الآن أن عندي تفاحة رقمية. إليكَ، خذ تفاحتي الرقمية.

آه! الآن أصبح الأمر ممتعًا.

كيف تعلم أن التفاحة الرقمية التي كانت في ملكي، أصبحت الآن في ملكك أنت وحدك؟ فكر في الأمر ثانيةً.

الأمر أعقَد، صح؟ كيف تعلم أنني لم أرسل التفاحة إلى العم تومي أولًا في إيميل؟ أو إلى صديقك جو؟ أو إلى صديقتي ليزا؟

لعلّ أني نسخت نسختين من هذه التفاحة الرقمية على حاسوبي. بل لعلي نشرتها على الإنترنت ونزّلها مليون إنسان.

كما ترى، المقايضة الرقمية مشكلة. إرسال التفاح الرقمي ليس كإرسال التفاح الفيزيائي.

أطلق بعض علماء الحاسوب كبار العقول اسمًا على هذه المشكلة: سمّوها مشكلة الصرف المضاعف. ولكن دعكَ منها. كل ما تريد أن تعرفه هو أنها حيّرتهم وقتًا طويلًا ولم يحلّوها.

إلى الآن.

ولكن فلنفكّر أوّلًا في حلٍّ من عندنا.

السجلات

لعلّ أن هذه التفاحات الرقمية يجب مراقبتها في سجل. كتاب يتابع كل الحوالات — دفتر محاسبات.

لما كان هذا السجل رقميًّا، كان عليه أن يعيش في عالمه الخاص وأن يكون على رأسه أحد.

مثل لعبة World of Warcraft. شركة بليزارد، التي أنشأت اللعبة الشبكية، عندها «سجل رقمي» لكل سيوف النار المشتعلة النادرة الموجودة في نظامها. حلو، مثلهم قادر على متابعة تفاحاتنا الرقمية. عظيم — حللنا المشكلة!

# مشكلات

لكن هنا مشكلة صغيرة:

  1. ماذا إذا أنشأ مسؤول في بليزارد مزيدًا من التفاحات؟ قد يضيف هذا الرجل تفاحتين إلى حسابه متى أراد!
  2. هذا ليس مثل ما كنا نفعله على المقعد في ذلك اليوم. كنا أنا وأنت وحدنا حينئذ. الاعتماد على بليزارد مثل سحب العم تومي (طرف ثالث) من محكمته (ألم أذكر أنه قاضٍ مشهور؟) ليتولى كل معاملاتنا في مقعد الحديقة. كيف يمكنني أن أعطيك تفاحتي الرقمية، بالطريقة العادية التي نعرفها؟

هل من طريقة لاستنساخ مقعدنا في الحديقة، أنا وأنت فقط، رقميًّا؟ تبدو مسألة صعبة...

الحل

ماذا إذا أعطينا هذا السجل — لكل الناس؟ فليعش السجل على حواسيب الجميع بدلًا من حاسوب بليزارد وحده. كل الحوالات التي جرت في كل الزمان بالتفاحات الرقمية، ستسجل في هذا السجل.

لا يمكنك أن تغش. لا يمكنني أن أرسل تفاحات رقمية لا أملكها، لأنني حالئذ لن أوافق سجلات الجميع في النظام. سيكون نظامًا عصيًّا على الهزيمة. لا سيما إذا بلغ من الكبر مبلغًا عظيمًا.

وهذا السجل الموزع ليس على رأسه أحد، فهو يضمن لي أن لن يقرر أحد أن يضيف إلى حسابه مزيدًا من التفاحات الرقمية. قوانين النظام معرفة منذ بدئه. كوده وقواعده مفتوحة المصدر. مفتوحة للأذكياء أن يسهموا فيها ويحافظوا عليها ويحموها ويطوروها ويتحققوا منها.

يمكنك المشاركة في هذه الشبكة وتحديث السجل لإضافة حوالات جديدة. وستُعطى لجهودك هذه مكافأة 25 تفاحة رقمية. في الحقيقة، هذه هي الطريقة الوحيدة لإضافة تفاحات رقمية إلى النظام.

لقد بسّطتُ شيئًا ما

... ولكن هذا النظام الذي شرحته موجود. واسمه بروتوكول البتكوين. هذه التفاحات الرقمية هي البتكوينات في النظام. رائع!

فهل رأيت ما حدث؟ هل رأيت ما يتيحه السجل العام؟

  1. إنه مفتوح المصدر. عدد التفاحات الرقمية محدد في السجل العام منذ البدء. أعلم المقدار الذي سيوجد بالضبط. وأعلم أنه مقدار محدود (نادر).
  2. عندما أقايض الآن أعلم تمامًا وبالدليل أن التفاحة غادرت ملكي وأصبحت الآن ملكك وحدك. لم أعتد أن أقول هذا عن الأشياء الرقمية. ستُضاف هذه الحوالة إلى السجل العام ويتحقق منها.
  3. ولأنه سجل عام، لا حاجة إلى العم تومي (طرف ثالث) للتحقق من عدم غشي، أو عدم نسخي عدة نسخ لنفسي، أو عدم إرسالي التفاحة نفسها مرتين أو ثلاثًا.

     في النظام نفسه، مقايضة التفاح الرقمي مثل مقايضة التفاح الفيزيائي. الآن صار الأمر مثل رؤيتي للتفاحة ترحل عن يدي وتسقط في جيبك. ومثل ما جرى في مقعد الحديثة، لم يكن في المقايضة إلا رجلان. أنت وأنا — لم نحتج إلى العم تومي لتحقيق الحوالة.

بعبارة أخرى، تعمل هذه التفاحة الرقمية مثل عمل التفاحة الحقيقية.

ولكن أتعلم ما الجميل؟ الجميل أنها لم تزل رقمية. يمكنك الآن أن تتعامل بألف تفاحة أو مليون أو جزء من مليون. يمكنني إرسالها بنقرة زر، ويمكنني إرسالها إلى جيبك الرقمي ولو كنتُ في نيكاراغوا وكنتَ أنت في نيويورك.

بل يمكنني أن أجعل أشياء رقمية أخرى فوق هذه التفاحات الرقمية! فهي رقمية في النهاية. أو يمكنني أن ألحق بها نصًّا ما — ملحوظة رقمية. أو أن أرفق أشياء أهم، عقد مثلًا، أو شهادة سهم، أو بطاقة هوية...

إذن هذا عظيم! كيف ينبغي أن نعامل هذه «التفاحات الرقمية» ونقيمها؟ إنها مفيدة فعلًا أليس كذلك؟

يتجادل كثير من الناس في هذا الأمر اليوم. وتتجادل المدارس الاقتصادية فيه أيضًا. والسياسيون. والمبرمجون. لكن لا تستمع لجميعهم. بعض الناس أذكياء. بعضهم مضللون. بعضهم يقولون إن النظام يساوي كثيرًا، بعضهم يقول إنه يساوي الصفر. وضع رجلٌ رقمًا ثابتًا: ألف وثلاثمئة دولار للتفاحة. يقول بعضهم إنه ذهب رقمي، ويقول بعضهم إنه عملة. ويقول آخرون إنه مثل التوليب. يقول بعض الناس إنه سيغير العالم، ويقول آخرون إنه مجرد خدعة.

وأنا عندي رأيي.

ولكنها قصة أرويها لاحقًا. ولكن، بنيّ، الآن أنتَ تعلم عن البتكوين أكثر من معظم الناس.


أنصار
BitMEX